الـقــرار..!

القرار ...!

لست الوحيد قي هذا الكون الذي يعيش بلا قرارات أساسية في الحياة كلنا يتخذ قرارات عادية , لكن ما أسرع التراجع عنها واكثر ما نتراجع عنه القرارات التي تخص التعامل الأسري او عدم ركوب او شراء نوع من السيارات .. او للدقة التنظيم في الأسرة ,وبتفصيل ادق حينما نتخذ قرار بعدم الخروج مثلا هذا اليوم او الأسبوع ..

نعود الى الخروج بكل أريحية ويسر مع تجاوز او نسيان كل ما يتعلق بالقرار او القرار نفسه وكأنه لم يكون او لم يذكر ..!
مثل هذا القرار لا يعتبر قرارا بالمعنى المفهوم للقرار فهو مرن يتأثر بالعوامل المحيطه التي من اهمها مثلا في هذا المجال الحنان والرحمة والعطف على الاسرة فتؤدي الى سرعة التراجع عنه فهو لا يحتسب قرارا بمعنى القرار بل هو في رأيي نوع من انواع المواثيق القابله للنقض في أي لحظة ..!

لكن القرار الذي اتخذته ربما لن يكون مثل تلك القرارات المذكورة سابقا والتي في داخل نفسي انني سأتمسك به ولن اعدل عنه ..!

انا لم اتخذ هذا القرار بسهولة كالعادة لكنني كنت اناقش مع بعض الزملاء ما ذكرته من ملل في موضوع الشرود الذي كتبته سابقا ..!

ومنهم الصديق والجار الغالي مبارك المحيميد الذي تشهد أعمدة المسجد على ما يدور بيننا من أحاديث تمتد الى وقت احيانا مع تعلقه باعمال كثيرة ومكالمات لا تنتهي ( ولا ادري متى سيستقر مثله ويعيش يومه له ) نتحدث عن قضية الاصابة بالملل من الاشياء المحيطة حتى وصلنا الى ان قال يجب ان يكون هناك هدف يسعى له الانسان ..!

توقفت عند هذه الكلمة فقلت انا هدفي الجنة ومن الدنيا مللت من اشياء كثيرة لا اريد سيارات ولا اريد عقارات ولا نساء كما يتحدث كثير من الإمعات او غيرها ويصورون لك ما يعجب به الآخرون وكأنه رأيهم او قرارهم ..!

لكن الذي كان يقصده هو هدف في الدنيا يسعى الإنسان لتحقيقه ..ولأنه من عشاق الأدب والكتاب والفن النظيف اشار الى العمل على الانتاج ..في كل مجالاته .. كتاب , ديوان , قصة , روايه ,جمع وترتيب , ومن مثل ذلك كانت اشارة فهمتها هكذا ..حديثنا ممتع من طرفي لأنني أجد فيه لذة وتشويق للمستقبل , وتنشيط للخروج من الدائرة المغلقة التي يعيشها كثيرون ممن يتوقفون في المنتصف ..!
ينتهي مثل هذا الحديث والتجاذب ببروز فكرة على سطح العقل ..!

الانسان الآخر الذي استمتع ايضا بالحديث معه هو صديق العمل الغالي خالد العبُّود الذي يمتاز بسرعة وكثرة الاستشهاد في البيت الشعري الذي اعشق من يتقنه مثله ..!
وهي من عجائب الله في الخلق سرعة جلب البيت للإستشهاد فكثير من الناس يحفظ ابيات شعر كثيرة لكنه عند الحديث لا يكاد يستحضر بيتا واحداً وقد اكون منهم الا ان الحفظ عندي ليس كثيرا ..!

حينما يتحدث انظر اليه فقط لأنه ينتقل بي الى عالم روحاني ممتع ممزوجا بفكرة العودة الى الاصل وهو العمل للآخره والزهد بالدنيا لكن ليس بالشكل الذي يجعل الانسان يصاب بالإحباط من كل شيء والبعد حتى تذوق طعم الحياة ..بل هو يتمتع بالتحدث بطريقة السهل الممتنع .. وهي طريقة الاخذ من الدنيا بكل استطاعة والصب للآخرة بكل استطاعة .. والاستمتاع بكل لحظة..!
احس عندما يقف عندي لثوانٍ قليلة انني احلق مرتفع قليلا فوق انواع كثيرة من الورود وانظر اليها من الاعلى دون لمس الشوك او الانغماس في الوحل ..!

كانت آخر مرة تحدثنا لدقائق قليلة عن ما ذكرته من ملل ايضا في موضوع الشرود ,فأنتهى حديثنا الى وجوب تحديد الهدف ..فذكرت له مثل ما ذكرت للغالي مبارك ان الهدف هو الجنة ..!

امتزج الحديث بيننا الى ان الهدف صحيح هو الجنة لكن لايبقى الانسان في صومعة وينتظر الموت ليصل الى الجنة ..!
في النهاية كان اتفاق الزميلين الى ان الهدف هو الغاية .. أي يجب ان نسعى لهدف ونبذل كل الجهد للوصول اليه..!

اقتنعت يقينا بضرورة تحديد الهدف بعد إتفاق الفكرين..!

هنا برزت لي بوادر أزمة فكرية لتحديد الهدف ,بدأت اعمل لها منذ انتهى ذلك الحديث .!
ما هو الهدف ..؟؟

قلت في الشرود ..لا ارغب في المال وكل ما يتعلق به فأنا عندي اقتناع بأن الحياة ليس هي المال صحيح ان الإنسان يستطيع ان يحصل من خلاله على كل ما يريد .. لكنني انا الآن احصل بتوفيق الله على كل ما اريد ..ولا يعني هذا انني من اغنى الاغنياء لأحصل على كل ما اريد لكن لدي قناعة تغني أحس من خلالها بأقصى درجات الغنى..!

حتى الانترنت التي يعتبرها الكثير من الناس انها افضل وسيلة لقضاء الوقت ويصل الجلوس فيها لدى البعض الى عشرات الساعات من اليوم مللت منها فقد كنت من أوائل المبحرين في عالمها منذ نهاية عام 1999 م حينما دخلت الى بريده لأول مرة وانأ أغوص في بحرها كثيرا الى درجة انني استطيع ان احدد لمن يسأل فيها كل ما يريد حتى المواقع صممت كثيرا والمدونات والمنتديات واشياء كثيرة يصعب عدها الى درجة العالم الآخر فيها تعلمته وعملته وهو الهكر ..!!

الآن انا أسعى وابذل جهدا لتربية أبنائي تربية سليمة صحيحة,لكن هناك وقت لي هو الذي يثير لدي هذه الأفكار ..!

كانت النتيجة هي القرار ..!

والقرار هو السعي لهدف..!

والهدف ..!

نقطة تستحق البحث كثيرا ..!!

حتى الآن لم أجده ..!

ما هو الهدف ..؟؟؟

الهدف !!

قريبا ...!


إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. غير معرف1/16/2010 12:54 م

    مرحبا يا ابوعلي
    بعد الشرود ننتظر القرار وبعد القرار ننتظر الهدف وماذا سننتظر بعد الهدف ؟؟
    اعرف ما تفكر فيه

    تحياتي لك
    ابو محمد

    ردحذف
  2. فعلا كما ذكرت القرارات المرنة التي تتأثر بالعوامل المحيطة كثيراً ما يحدث التذبذب فيها،،

    ولكن هل تتفق معي أن كثيراًما نجد من هو أكثر حزم فيها،وهؤلاء هم ذوي القرارت الصارمة التي لا تتراجع..

    مودتي

    ردحذف

الكلمة الجميلة مدخل القلب